فضاء حر
التعارض بين منطقي الصوت الواحد والصوت المعارض !
يمنات
محمد المقالح
لو كانوا يريدون ان ينتزعوا حقوق اليمن واليمنيين من العدو ويخففوا على انفسهم ضغوط حلفاء العدو من سفراء العالم في الكويت لافادهم نقدنا لسير المفاوضات وحسنت شروطهم اتهاماتنا لهم بالتهاون او التفريط.
لكنهم للاسف يعتقدون بان عدم ظهور اي صوت معارض لما يتعهدون به او سيلتزمون به في الكويت وما قبل الكويت يعني ان الساحة بيدهم وان هذا سيجعل العدو يقبل بهم او يثق الى قدرتهم على تنفيذ الالتزامات التي يعدونه بالالتزام بها .
هذان منطقان مختلفان او متعارضان تماما على ان ما يجب ان يعرف اصحاب المنطق الثاني بان المنطق الاول ينتزع حقوقا للشعب بضغط الشعب على المفاوض وعلى العدو معا وان المنطق الثاني يعتقد خطاء انه ينتزع حقوقا للجماعة على حساب حقوق الشعب فلا يحصل على الامرين معا بل ان المنطق الثاني- اي اسكات الشعب لاثبات قدرات الجماعة على التحكم بالناس- يعرض الجماعة للابتزاز اليومي من قبل العدو لمجرد ظهور صوت يرفض هنا اوصوت يعتراض هناك وهذا ما يحدث وسيحدث كل يوم وسيحاسبونك ليس على ما تقوله قيادات انصار الله المخولة بالحديث رسميا عن الحركة بل على كل كلمة تقال او نغمة تصدر ممن يعادي السعودية او حلفائها حتى ولو لم يكن لانصار الله اي صلة سياسية او ولائه باصحاب هذا الصوت المعترض والسبب انك اغريتهم بذلك وجعلت خطا التحكم بموقف الناس مصدرا لقوتك امام الخصم !.
في هذا السياق ولان الحقيقة هي خلاف ما يدعيه المنطق الثاني اي ان الناس ليسوا كلهم معك او “مسلمين” بما تصدره لهم من تعميمات وتوجيها ومن كان معك منهم كان معك لانك كنت معه وكنتما معا في طريق و سياق مختلف تماما عن الطريق والسياق الذي تسير عليه اليوم وبالتالي فستكون انت لا غيرك امام مشكلة كبيرة وسيظل العدو يلاحقك ويرصد كل ما يقال معارضا لهم او لمفاوضاتهم ولالتزامكم امامهم حتى لو كان مجرد زامل او قصيدة شعرية او اغنية وطنية او لوحة في الشارع العام وحتى ولولم يكن لك بهذا الاعتراض اي صلة او رابط سياسي.
وهذا ما تفعله بكم السعودية اليوم بالضبط حتى اضطررتم لتغيير السياسة الاعلامية لكل وسائل الاعلام التابعة لكم او القريبة منكم الى النقيض تماما مما يجب ان تكون عليه هذه السياسة ونحن في حالة حرب ولا تزال طائراتهم تقصفنا وتقتل مواطنينا ومجاهدينا في الجبهات اي اننا بعد لم نصل مع العدو حتى الى اتفاق ينهي الحرب او صلح ينهي تداعيات ونتائج الحرب فضلا عن تحقيق السلام معهم وهو ما يضعفكم ويكشف ظهوركم شعبيا من ناحية ويكون ذلك سببا اخر للابتزاز السعودي من ناحية اخرى !
ومرة اخرى ولانك لا تستطيع ان تكمم افواه الناس او تتحكم بارائهم بل ان كل من تعتقد انك قد اسكته يظهر لك فجاة ومن بين العصيد عشرة اخرين غيره ليتحدثوا ضدك وضد الاتفاق وسير المفاوضات وبصوت ارفع واكثر تاثيرا ممن سبق واعتقدت انك قد اسكتهم او ارضيتهم وهكذا مرة بعد مرة حتى تخسر ثقة الشعب وثقة العدو معا
* يبقى ان نقول بان المنطق الاول -على خلاف المنطق الثاني- يصلح فقط في حالة واحدة وهي انك لا زلت تفاوض مثلما تقاتل بحثا عن حقوق وكرامة شعبك دون تفريط او خيانة وهذا ما نتعقده في انصار الله ومفاوضاتهم وبسبب معرفتنا بهم وبتاريخهم كله
او ان هذا هو ضننا بهم حتى الان على الاقل
نعم هذا هو موقفنا منهم حتى الان واعتقادنا في توجههم العام حتى الان بغض النظر عن موقفنا من طريقة التفاوض وغموض التفاهمات وطبيعة الالتزامات واعتقادنا انها تضعف انصار الله وتضعف شعبهم وتؤدي الى رفع كلفة العدوان والتفريط بحقوق اليمن واليمنيين وكرامتهم ولو بالغفلة لا بالخيانة
وهذا ما يجعلنا نرفع الصوت من الان لا بعد خراب البصرة محذرين حرصا على انصار الله وحبا فيهم وفي شعبنا ووطننا اولا واخيرا
كما ان هذا ما يدفعنا للتساؤل بحيرة لماذا يزعل البعض ويرد بالتحريض والاتهام من اعتراض الناس على المفاوضات مع ان ذلك يفيدهم ويحسن شروطهم !
ـــــــــــــــ